اخبار

بين وصف الميثاق وتخبط “جوتيريس”.. أين الأمين العام للأمم المتحدة؟!

يصف ميثاق الأمم المتحدة الأمين العام بأنه “المسؤول الإداري الأول” للمنظمة، وهو بطبيعة الحال أكثر من ذلك بكثير، فالأمين العام، الذي يتساوى في كونه دبلوماسياً وناشطاً، مع كونه مُوفّقاً ومشجّعاً، يُعتبر لدى المجتمع العالمي رمزا للأمم المتحدة ذاتها. والمهمة تحتاج إلى قدر كبير من النشاط والحساسية والخيال، وهي صفات يجب أن يضيف إليها الأمين العام إحساسا بالتفاؤل لا يتزعزع، أي الإيمان بأن المُثُل العليا المُعبّر عنها في الميثاق يمكن أن تتحول إلى واقع ملموس.

غير أن قدوم الأمين العام الحالي البرتغالي “أنطونيو جوتيريس” للمنصب يشكك في مدى اتفاق وتطابق ذلك الوصف، وتلك الصفات مع هذه الشخصية، وطبيعتها، خاصة بعد تقريره الأخير المثير للجدل، والذي وضع فيه التحالف العربي بقيادة السعودية في القائمة السوداء، ولاقى انتقادات كبيرة محلياً وإقليمياً وعالمياً.

وهنا يمكن رصد تناقض، ينبغي الإشارة له، والتوقف عنده إذا ما وضعنا في الاعتبار القرار الأممي رقم (2216) بفرض عقوبات على زعيم الحوثيين، وشركائهم الانقلابيين، والذي اعتبر ما حدث في اليمن انقلاباً، وبالتالي كان تدخل التحالف العربي لردع الانقلابيين، وإعادة الشرعية خطوة على ضوء هذا القرار، وبناء على طلب من الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي؛ لإيقاف الحوثيين الذين بدأوا هجوماً واسعاً على المحافظات الجنوبية، وأصبحوا على وشك الاستيلاء على مدينة عدن، التي انتقل إليها الرئيس هادي بعد انقلاب 2014 في اليمن.

إقرأ أيضا:السيطرة على حريق مواقف جامعة الشارقة بدون إصابات

كما أن التأييد الأعمى للأمين العام للمنظمة الأممية للاتفاق النووي بين إيران والدول الكبرى، وتصريحه بأنه إنجاز كبير، في حين يعارضه الرئيس الأمريكي “ترامب” ويصفه بالخطر على الأمن القومي الأمريكي والعالمي، يضعه في موضع الشك، ويضع المنظمة موضع التساؤل عن حقيقة اختراقها من قِبل شخصيات موالية لطهران تعمل في الخفاء، وتمدهم بالإحصائيات والأرقام المغلوطة.

– “جوتيريس” .. استفهامات كبيرة؟؟؟

بالنظر إلى المسيرة السياسية للأمين العام للأمم المتحدة نلحظ أنه كان كثير التخبط، وحفلت مسيرته بالتردد، وعدم وضوح الرؤي، وبالعودة إلى عام 1998م في ولايته الأولي كرئيس لوزراء البرتغال، برزت حادثة استفتاء قانونية الإجهاض الشهيرة في البرتغال، ووضح عدم توافق الرجل مع رؤية حزبه الذي يرأسه، وذلك بتصويته ضد ما تعهد عليه الحزب أمام مناصريه حول هذه القضية، في واقعة غريبة آنذاك أثارت الكثير من علامات الاستفهام، وكشفت الكثير حول عدم اتزان شخصيته، وعدم توافقه مع أقرب شركائه في الحزب الذي يتبعه.

واستكمالاً لمسيرته مع التصرفات الغريبة، رفض “جوتيريس” التقدم بترشيح نفسه رئيساً للمفوضية الأوروبية، بعد محاولات قادها جاك ديلور الرئيس السابق للمفوضية بنفسه ليخلفه البرتغالي في المنصب، وحصل له بعد مجهود على تأييد الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، وأصبح الطريق ممهدا له للفوز بالمنصب بكل أريحية، مع تأكيد جاك ديلور نفسه بأنه أفضل المرشحين لخلافته، ولكن خذله الأمين العام الحالي في اللحظات الأخيرة برفضه الترشح على المنصب.

إقرأ أيضا:سفير الصين لدى مصر يعلن ترحيل كافة السياح الصينيين خلال 5 أيام

كما أنه كثيراً ما تم انتقاده علانية على تردده، حيث تلقى بعض الانتقادات أثناء عمله رئيساً لمفوضية اللاجئين في الأمم المتحدة؛ إذ قال بعض المسؤولين السابقين إنه كان يجب أن يتحدث بقوة أكبر دفاعاً عن حقوق اللاجئين المنصوص عليها في اتفاقية عام 1951 التي تخُص حقوق اللاجئين.

وقال أحد المسؤولين البارزين السابقين في الأمم المتحدة في معرض انتقاده لـ”جوتيريس”: “سجله مختلط للغاية، تحديداً فيما يخص الحماية، كانت ولايته فترة عصيبة فيما يخص حماية اللاجئين”، وأشار المسؤول إلى إجبار تايلاند للأويجوريين (وهم أقلية عرقية تركية) على العودة إلى الصين، رغم مخاطرة إعدامهم. وقال إنَّ اتفاقاً ثلاثياً عقدته المفوضية مع كينيا والصومال، بخصوص العودة الطوعية للاجئي الصومال، قد مهَّد الطريق لعملية إعادة اللاجئين لبلدهم، التي قد أُعلن أنَّ كينيا تُجهِّز لها، إذ تهدف لإخلاء أكبر مخيماتها في داداب.

إقرأ أيضا:وفاة الدكتور بسام الحواري في حادث سير مروّع

مضيفا: إنَّ اتفاق الأمم المتحدة مع تركيا لإعادة اللاجئين، الذي يُعدُّ أيضاً انتهاكاً واضحاً للمبادئ الأساسية لحماية اللاجئين، قد تم التفاوض لعقدِه في عهد جوتيريس” مضيفاً: “يتمثل أسلوب جوتيريس في إصدار تصريحات عامة عن القضية، لكنه لا يطالب الحكومات مباشرة بالتصرف، وهذا يثير القلق حول أدائه المُرتقَب في منصب الأمين العام”.

هذا فقط في أقل من عام من ولايته فماذا عن القادم ؟؟!

السابق
القضاء السويسري يفتح تحقيقاً جنائياً في قضية منح بث كأس العالم لشبكة “بي إن سبورت”
التالي
الإمارات تعلن عن تعديل وزاري اليوم.. وحاكم دبي: سنجدد الدماء